السلام عليكم .....
لقد رأيت موقفا بين أخوين كبيرين .... ولاحظت أن أحدهم تظهر عليه علامات التضايق !
مع إن أخاه الأخر لم يسيء إليه أبدا .... بل أنه كان يحسن لأخيه طوال تواجدهم في ذلك
المكان , والواضح بين الأخوين وجود المحبة بينهما ! ..... حتى الأخ المتضايق كان يشيد
بأخاه ... ويظهر له مشاعر الحب ! .... ولكن تلك المشاعر كانت مزيج من الحب والإنزعاج !
أخذت أتفكر في ذلك الموقف .... وفي ذلك الأمر .... حتى إكتشفت أمرا جوهريا !! .....
قد لايكون ذلك الوضع منتشرا بين الأخوان بكثرة .... ولكنه موجود وبعدد ليس بالقليل ....
الموضوع هو موضوع غيرة ! ..... وليس ما إكتشفته وعرفته هو وجود الغيرة ! , ولكن هو
لماذا نغار من إخوتنا ونحن نحبهم ... لماذا نغار ونحن نعامل معاملة واحدة وعادلة لكلانا !
لماذا تحدث تلك المشاعر السلبية !....وأحيانا كثيرة قد لا نعلم لماذا ! ونفسرها تفسير
أخر ! .....
ماسبب الغيرة بين الأخوان مع وجود العدل والحب بينهم .... مما قد يسبب العداوة والغيرة
بدون أسباب واضحة ؟
الجواب :
تأتي تلك الغيرة ( فقط ) عندما يكون أحد الأخوان بارز وناجح بشكل ملفت للنظر وبشكل
كبير ... مما يحسس الأخوان الأخرين بالدونية والحقارة , مع إن الأخ المتميز ليس له
علاقة في تحسيسهم بذلك الأمر , وربما كان كريم الأخلاق معهم وكريم الصفات ! ....
فيحس الأخوان بالدونية والحقارة .... فتتولد لديهم مشاعر سلبية تؤدي إلى الكره !
خصوصا إذا كان الأخوان ضعيفين بذلك الجانب ولا يستطيعون مجاراته في نجاحة سواء
في نفس المجال أو في مجال أخر .... فهم يحسون بالفشل أيضا ! . ويزيد من حدت
المشاعر السلبية المتولدة إذا صادف ذلك وجود إخوان يتصفون (بعقدة النقص) وتدني
قيمة الذات بسبب التربية السيئة لهم ! , فهم يحسون بالقهر ! ويدور الحديث
الداخلي فيهم قائلا : كيف لأخي أن يكون ناجحا ومتميزا ومحبوبا وهو قد عاش كما
عشت وظروفه نفس ظروفي ! .... فيحس بالحقارة والظلم فتتولد المشاعر السلبية.
ولو رأينا الموضوع بمنظور أوسع .... لوجدنا أننا نحن البشر ... لا نحب الأشخاص
الذين يظهرون محاسنهم وتفوقهم حتى لو لم يكونوا متكبرين وحتى لو كانوا أهلا لما
يقولوه ! لماذا ! لأننا نحس بحقارتنا و دونيتنا أمام أؤلائك المتفوقون خصوصا إذا كانوا
أقران لنا ! وكلما صحت المقارنة تولد ذلك الإحساس ... فالغيرة دائما ماتكون
بين القرناء ! ... ومن هم من المفروض أن يكونوا متساويين أو على الأقل متقاربين .
لذلك وجب إخفاء المحاسن ... أو على الأقل عدم تبينها إذا كانت محاسن فائقة
.... وذلك لمراعاة شعور الأخرين ! ....
ومن تلك الغيرة تولد الحسد ! .
شكرا لقرائتكم وإهتمامكم .