في الشارع
رجل في سن أبي قرب موته , تقوس ظهره قليلاً , تتعثر قدماه في حصوات الطريق
ممسكاً بعصا في اليد اليمنى تنم عن عجز كامل في النظر
ظل رافعاً يده اليسرى ينتظر عبور الطريق ... وطال انتظاره!!!
المستقبل
مسبحة وجلباب ولحية وسيف يقسم وطني إلى قسمين
ابنتي الصغيرة
في عينيها أشاهد غيماً أسود وسحابة داكنة قادمة من بعد تقترب منها , على إثره
أنخرط ليلاً في بكاء شديد بعيداً عن كل العيون
زوجتي
في عينيها سؤال حائر دائماً !
لماذا تزوجت رجل يصر على أن يقفل أنبوبة البوتاجاز ورائي بعد أن أقوم أنا
بإقفالها كل ليلة
على باب الجامعة
سمعته يتهامس معها معتقداً أن أحداً لا يسمعه : لم يعد أمامنا من حل غير الطبيب !
صحيفتي اليومية
تعالت ضحكات ابنتي الصغيرة بعد أن انتهيت من قراءتها
" لقد كانت صحيفة الأسبوع الماضي يا أبي !!"
التاريخ
ينقسم كتاب التاريخ العربي إلى جزأين, الأول للماضي والثاني للمستقبل
الأول لم يفهم بعد , والثاني لم يستطع أحد قراءته
التوربيني
منذ الصغر أعرف أنه أسرع قطار بين مدينتي والعاصمة
ولم أسمع يوماً أنه قتل أو اغتصب عشرات أطفال , بينما مازال الجنرالات
مهمومون بحراسة موكب سيدي الرئيس ومازالت زوجة سيدي تحتفل بأعياد الطفولة
الشباب
ربما كان صراع أجيال , كم هو مظلوم هذا الشباب !
في محاولة لفهمه اقتربت من أحدهم وألقيت الصباح متودداً , لم استطع أن
أجمع كلماته المبعثرة ولم أتعرف على تلك اللغة التي حدثني بها ,
فانصرفت بعد أن نويت عدم العودة مرة أخرى
ونهائياً
النافذة
انبعث من النافذة المجاورة صوت يتغنى بحب الحمار, وربما بعد أن أدرك سوء
فعلته راح يصيح :
"العنب .. العنب .. العنب "
ترحمت على " سلامتها أم حسن" وأغلقت النافذة وخلدت إلى نوم عميق
الحب
كنت على استعداد للقتال من أجلها حتى آخر العمر , وكذلك كانت هي
وبعد الخاتم الصغير لعيد ميلادها قررت هي أن لا تقاتل مرة أخرى
الكابوس
صحوت من نومي مفزوعاً صارخاً بعد أن شاهدته بحلته الأنيقة وشعره المصبوغ
وبصوته المتكلف الذي يعرفه كل الشعب , يتعثر في قراءة كلمات قد كتبت له ,
وهو ممسك بما يشبه الفأس ينهال بها على مدرستي القديمة حتى أحالها أنقاضاً
استغاثة
إلى السيد الذي لا سيد بعده
أنا .......... ساكن الدور الثاني العلوي في :
3 شارع الحب .... حي السلام ... مدينة المستقبل
أهيب بمعالي سيادتكم وفخامتكم إصدار التوجيهات اللازمة نحو تنفيذ الحكم رقم...
والصادر لصالحنا بخصوص الدعوى رقم ....
والمقامة منا ضد ...
منذ عشر سنوات, لتمكيننا من تركيب موتور مياه لرفع المياه إلى الدور الثاني العلوي
المقصلة
لم أكن قد سمعت عنها حتى الأمس , وحينما شاهدتها لأول مرة تمنيت لو أني
استطعت أن أتبرأ من جنسيتي العربية
التلفاز
لماذا تلك الرقبة الطائرة في الهواء ولماذا هذا المنظر الكئيب المقزز باللون الأحمر ,
الذي يذهب بمتعتي في انتظار قدوم الراقصة بعد الفاصل !, بينما أنا ممسك بكوب
الشاي وعلى المائدة بعض من الياميش والمكسرات
الكاريزما
دائما ما كانت الكاريزما تصنع الهتاف في الحلوق إلا أن الهتاف لم يعجبه ذلك
فقرر هو أن يصنع الكاريزما بنفسه فأدارت الكاريزما ظهرها للثورة والحرية
والعدالة البشرية رافعة يدها ملوحة بعلامة النصر ...... نصر الطائفية
الضمير
" هذا المصنع ملكنا جميعاً وهذا الحقل لمن يجوع! "
كان سبباً في سقوط الإمبراطورية السوفيتية, كما تسبب في زوال مجدها القديم ,
لقد كان شديد الخبث , يتخفى في مسوح الأنبياء ...
إنه الضمير!
أطلق عليه عشاق الربح والتطور الرصاص , بعد أن اكتشفوا أمره فأردوه قتيلاً ,
وأحلوا محله المعايير والمقاييس والنظم
لذا هم مستمرون في الصعود نحو الشمس
بينما نحن نقف جميعاً صفاً واحداً في انتظاره لنعود بصحبته للدوران نحو الخلف
اليقين
اليقين الذي لا يسبقه الشك يكون نوعاً من عبادة الأصنام
أمنية
أن أخلد إلى الراحة حتى النهاية ...................... حتى النهاية
النهايــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـة