[color=black]size=18]
الودود :المتحبب إلى خلقه]
[size=12]كلمة الود تجدها في أي مُعجم بمنتهى الوضوح بمعنى الحب والحنان. يجب أن تعلم بأننا نتحدث عن اسم اختاره الله تبارك وتعالى لنفسه، يُعامل به عباده. هل أنت مُدرك لذلك؟ ما الذي جعل الله يختار لنفسه هذا الاسم.. الودود؟
قالوا العلماء في معنى الودود: انه أصفى الحب وأنقاه.. أعلى درجات الحب. وأصفى الحب الذي ليس فيه حِقد. تستطيع أن تُحب ولكن في نفس الوقت ربما تجد نفسك قد حقدت على هذا المحبوب، أما الله تبارك وتعالى فـ حاشا وكلا، فالله أصفى الحب وأنقاه. وقالوا ودود: الذي يتودد ويُحب أولياءه وأنبياءه وعبادهُ الصالحين. وقالوا الودود: الذي يُحَب وهنا العكس.. فهو الذي يُحبه عباده الصالحين من ملئ قلوبهم، فيملئ حُبه سمعهم وبصرهم وقلوبهم وجوارحهم ودمائهم وأرواحهم فيكون أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وكل ما في الأرض، ولعل هذا المعنى هو ما أشار إليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ذاق طعم الإيمان ).
إذن نقول أن الودود سبحانه وتعالى، وكونه أيضاً في معنى اسم الله الودود: الذي تقرب إلى أولياءه وتحبب إلى أولياءه بالقرب منهم، وتحبب إلى المذنبين بالرحمة والمغفرة، وتحبب إلى الخلق كل الخلق بالعطاء والرفق في الكون. الودود سبحانه وتعالى الذي يتودد إلى عباده بالحنان والعطف والحب، فيحنوا عليهم ويُحبهم ويُعطيهم. أنت المُخاطب بهذا الاسم.. هل لك أن تتخيل ذلك؟!
كل واحد منا له أشخاص في حياته ودودين وتعلق بهم.. أليس كذلك؟ ولله المثل الأعلى. فما بالك بالله الذي من أسماءه الحسنى الودود؟ هل تذكرون هذا الحديث؟ (ما السماء الأولى في السماء الثانية إلا كحبة في صحراء وما الثانية فيالثالثة إلا كحبة في صحراء وما الثالثة في الرابعة إلا كحبة في صحراء وما الرابعة في الخامسة إلا كحبة في صحراء وما الخامسة في السادسة إلا كحبة في صحراءوما السادسة في السابعة إلا كحبة في صحراء وما السابعة في العرش إلا كحبة في صحراء وما العرش في الكرسي إلا كحبة فيصحراء، وسع كرسيه السموات والأرض). ما حجمك إذن في هذا كله؟! بالتأكيد صغير جداً ولكنه سبحانه وتعالى يُحبك وقد سمى نفسه الودود.. هل تتخيل ذلك؟
عليك أن تعرف أن ما نقوله الآن هو عقيدة.. كيف؟ كما توقن أنه الخالق سبحانه وتعالى وتؤمن به، لابد أن توقن يقيناً تاماً بأنه الودود، وتكون عقيدة ثابتة في قلبك أن الودود سبحانه وتعالى الذي يُحب عباده ويحنوا عليهم، ولذلك تجد اسم أخر وهو "الحنَّان"، وقد ورد في بعض الأحاديث ووردت إشارة له في القرآن { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا... } مريم13. يجب أن تشعر بأن الله يحبك ويتودد إليك، فتصبح عبد الودود.
أتذكرون هذا الحديث؟ ( ما فيشبر في السماء إلاوفيه ملك قائم أو راكعأو ساجد إلى يوم القيامة، فإذا قامت الساعة قاموا من عبادتهم يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ). أرأيت؟! ومع ذلك يتودد إليك سبحانه وتعالى رغم أنك صغير جداً في مُلكه وهو الغني عن عبادتك، فهناك من يعبده أكثر منك كالملائكة، لكنك مخلوق غالي على الخالق، فسمى نفسه الودود ويتودد إليك سبحانه وتعالى.
[size=18][b]ما الفرق بين الود والحُب؟
الود أشمل وأعم وأكبر من الحب.. كيف؟ الحب هو المشاعر الداخلية ما تُكنه في قلبك للآخرين. الود هو التعبير عن هذه المشاعر بالأفعال. لماذا لم يسمي نفسه الحبيب؟ لأن الود أشمل. ألنا كل ذلك يا رب..؟ نريد أن نستشعر بشيء من الحياء والخجل أو بشيء من الحب الشديد لله تعالى عند سماع اسم الله الودود. الحب مشاعر داخلية والود تصرفات وأفعال. الحب إحساس داخلي والود ترجمة وتحويل المشاعر الداخلية لأفعال وتصرفات. ولذلك أنا أُكن لك مشاعر جميلة.. هذا حب، ولكن عندما ابتسم في وجهك أو أعطيك هدية.. فذلك ود. ولله المثل الأعلى فهو الذي سمى نفسه "الودود".
إذن فكل ودود مُحب وليس كل مُحب ودود. ولله المثل الأعلى. هناك حديث واضح جداً يبين لك هذا الفرق ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل، يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه - لماذا؟ لأنه الودود سبحانه وتعالى – فينادي جبريل في أهل السماء: يا أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهلالسماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)
[ويؤدي الى زيادة محبة الله وتعظيمه وتقوية الصلة بالله وزيادة الايمان[/size][/b][/size]
[/size][/size][/size]</STRONG>