سيدة كانت هي الأنوثة بأكملها
كانت هي أجمل منظراً في العيون
أ
بحرت بين أحضانها
وحيداً هائماً بحنانها
كانت هي أجمل حلم وواقع وخيال وجنون
ذات يوم عند موعد إشراق جمال القمر
رأيت الجمال ينحني لها
إن أرادت قتلي وهممت بان تجعلني مجنوناً
وتريد أن تجعلني أقبلها
تجعد شعرها يكون كما أمواج البحار بل أجمل
أرى أجمل المناظر أرى الطبيعة بـأكملها
النجوم تلك عيناها
الكواكب وهي تموج ما بين المشرق والمغرب
البحر غموضها
والغيوم تلك خدودها وإذا صار فيهما الخجل
تصبح كمنظر الغروب
حينما تصبح أقرب من لون الزهر
تلك التي داعبت أناملي خصلات شعرها
تلك التي ذات يوم كفكفت دمعها
تلك التي حطمت قصور الحزن لأجلها
تلك التي مزقت نساء خيالي بعشقي لها
تلك التي جعلت ثغرها أجمل الألحان ولم أعد
أستمع سوى لشفتيها
تلك التي تعلمت كيف هي مخارج الحروف
من أحضان الجمال
تلك التي جعلت لها أوردتي خمراً
وعشقي تخطى حواجز الخيال
ها هي جاءت تبكي عندما كانت بسمتها
لا تفارق ثغرها وهي معي
ها هي جاءت كي تذوب في أحضاني كي تهدئ
ها هي جاءت للبحر الذي يجمع حزنه بصمت
ويلقى على صدره أحزان البشر
ها هي جاءت كي تتلاعب بأناملها على صدري
وحديث أدماني بين شفتاها
ها هي جاءت كي تقول ..
عزف ما لا يطاق بين العاشقين
قد رأيت نصف ما قتلني بين ثغرك ولهيب أنفاسك
كانت أناملها تحكي لغة الفراق
كانت عيناها تتمايل إلا المشرق والمغرب
خشية من أن أقرأ عيناها
أين غرورها وكم أعشق الغرور في عينيها
أين نظرة الغموض الذي أمتزج مع الجمال وهي الجمال
جاءت تشرح ضعفها لي
جاءت كي تقول ..
أقبلت غيوم الأقدار كي تسقط الدماء بدل الدموع
جاءت كي تقول يا عمري ..
عد إلى أحضان حزنك الذي طالما عزفتها على صدري
جاءت لتقول كن كما أنت
دع الخيال اذهب إلى الجحيم
تذوق بعض خمر الفراق
هل تعرف كيف مذاق ذاك الخمر
أنا من كان يقول في ما مضى :
دموعي لا تنزف رغم ما حدث
أنا من كان يقول أنه بمثل الجبال لا تبكي ولا تتمايل كما الأشجار
وقد علمت الجواب بعد حديثها
أن الجبال تبكي حينما تتساقط صخورها تلك دموعها
ها أنا أمضي ..
ها أنا الحزن والدمع هو موضع السبات
كم أخشى ليالي الشتاء القاسية كما الأطفال
وغضب ما بينهما
من تلك الأنثى التي تجعل العيون تنزف
من تلك الأنثى التي توقف تاريخ عشقي
أنا عشقت نساء في خيالي
لو أني عدت إليهم جعلوني ملكا
رغم ذالك
أين أذهب إلى حزن ودمار وليل بلا أحضان من عشقتها
توقف زمان حينما عزفت بعض ما في الروح
توقف ونزف ما نزف من شتاء
و تساقط الأوراق في الخريف
كلها كي تنزف عني الدمع
ما زلت أجهل ما هو الدمع
لا أني لا أذرف الدمع
بل أنزف الدماء و ينزف قلمي حالي
هجاء الأقدار تجعل جسدي يتناثر ويجعل الليالي بطول شعرها
ها أنا أطلق أنفاسي وما زال القلب ينبض
كان ينبض بحروف من أعشقها
أصبح ينبض
بالحـزن تلك مملكتي
لا أعلم كانت في بداية الأمر
أنثى لها الوفاء بحار وسماء
لها وعود بمداد الأزمان الماضية
قالت: سوف أعشقك بجنون من جنّ جنونهم من قبل بل أكثر
قالت: سوف ترى البدر أنا والشمس أنا والخيال أنا والعشق أنا
قالت : سوف أجعل الفراق سراباً ولم يعد على أرض الواقع
قالت : سوف أكون لك أنت و يحرم ثغري على رجل آخر
قالت : سوف أجعلك ملكاً على عرش السعادة
ووعود لا حد لها
كلها ذهبت مع ليلة وداعها
هل سوف أعود إلى نساء خيالي ؟؟؟
هل سوف يعود حبري كي يصفهم ؟؟
أم أنهم ذهبوا ولن يعودوا ؟
وتركوا رسالة على ثغر القدر
أذهب إلا قصر الحزن والواقع
ولا تعود إلا هنا أبدا
في لحظات ما قبل الواقع
رغم تلك العواصف ورغم ذاك الحزن الكاسر
سوف أبقى صامد وصارم كما الصخر
رغم أن الصخر ينحته الماء
رغم ذالك سوف يبقى الأمل بعنقي
وسوف أنظر لأحلامي لأنها في النجوم
رغم الأقدار سوف أبقى هذا ما كتب على مهجتي
ابتسامة زائفة رغم الألم ..