أشتم رائحة الشتاء فيسقط صوتي من مداه مرتعشا
تلقي عليه بردة الغيم فأحلم بربيع قادم
أغلق جميع الأبواب
وافقد الحواس الخمس
وأغفو شهرا بعد شهر
لأصحو على ضجيج أوراقي
واستلقي على أول الوقت وأزيح خيوطه عن أصابعي وأفتت ثوانيه بأمواج صمتي
واخفض جناح النفس واغوص بها
بين يدي شمعة وحيدة أضيء بها دهاليز عتمتي
أبحث عن بقايا بقاياي
أقشر حزني المختوم بالشمع الأحمر
واقرأ ذكرياتي القديمة
أبعثر كل أوراقي وانثرها
افتح بوابة أعماقي وارفع عن شبابيكها ستائر العتمة لتشرق في فضاء نسيت به نفسي
خفضت جناح النفس واستلقيت في حضن المتاهة
لست ادري ما أغواني أن أغوص بها
وعرفت ما الذي يفعله الحب في حجر القلب
بعد أن مت عرفت
كيف يعبر الصمت مرايانا
ويبتكر الكلام
وكيف نعبر من خلال الوقت
تحملنا حكايات الظلام
عرفت أننا سنعود
وان الدروب التي عاندتنا ستفرش راحتيها تحت أقدامنا
عرفت كل شيء
عرفت أننا متنا لنكون
وماكنا لنموت
بعد أن متنا كشفنا كل شيء
تعرينا منا
فأصبحنا كأوراق الخريف نلون أسماءنا بالرحيل
وعرفت لم كنا نخبئ بعضنا في معطف الليل
عرفت لماذا يداهمنا الرحيل
فينزف المطر
وترتعش السماء
عرفت ما الذي كان يخبئه الشتاء
عرفت أننا قد عبرنا حيث لايعبر الآخرون
وعرفت أننا كنا نلبس رداء الشهوة
تنكرنا خطيئتنا حاملين اللعنة الأولى
حاملين الموت فوق اليدين حجرا
وفعلنا مافعلنا
وعصينا
واغتسلت سبعا بماء معصيتي
وشربت من خدعتها ثم عدت وبعضي لايعرف بعضي
خفضت جناح النفس وأدركت للمرة الأولى
أني وجدت حقيقتي
حين فقدت مرآتي