هل نفهم أنفسنا فعلا ؟؟
أم ان الكلمات المنمقة التي نصف بها ذواتنا ... الاحساس الجميل بالتفرد الذي يجتاحنا مهما كان طفيف ...
و حتى العيوب التي نرضخ لها ... و نعترف بها ... مهما اختلفت شدتها و حماقتها ...تحت شعار ( لا أحد كامل )
هي مجرد خدعة عقلية ... لإسعادنا ؟
كثير ما نطلق على أنفسنا ألقابا نجد أنها أكثر تعبيرا عن شخصيتنا ... كالعاشق ... و الجريح ... و الارض القاحلة ... و و غيرها ...
و السؤال هنا لا يكمن بمدى صدق إحساسنا بها ... بل بكون هذا الوصف له أساس من الصحة ام لا ؟؟!!!
أهو تعبير عن قناعتنا النظرية فقط ؟
أم عما نتمناه فعلا أن يكون وصفا لنا ؟؟؟
أم أنه فعلا نحن ؟!
و ان كان حقا نحن .... فهل هذا يعني ان كل فرد في المجتمع تنطبق عليه صفة ( الاختلاف ) مثلنا ؟؟
فكيف اذا ما سبق و التقينا بذاك العدد الكبير من الاشخاص المميزين قبلا ؟؟
لعلكم واجهتم قبلا أولئك الذين يعتبرون أنفسهم ملائكة الرحمة بالرغم من قبح أعمالهم .. و سوء تصرفاتهم ...
فهل يعي هؤلاء حقيقة أمرهم ؟؟؟
أم أنهم ضحية الحوار الداخلي الذي يفرضه اللاوعي عليهم مقنعا اياهم بأنهم مختلفين ؟؟؟ مبررا للكثير من سلبياتهم ... و مذكرا طوال الوقت بايجابيات حياتهم حتى لو كانت قليلة ؟؟
هل نحن اذا مخدوعين بأنفسنا مثلهم ؟؟؟؟!
و هل نستطيع فعلا تقييم أنفسنا او حتى فهمها بصدق مهما حاولنا ان يكون هذا التقييم حيادي ؟؟
أم انه ستبقى هناك الكثير من الامور التي نحن على قناعة من وجودها ... على الرغم من أن احدا لا يراها ... سوانا ؟؟؟
و باعتبار ان التكوين الانساني ...و الخلق الالاهي بذاته فريد و متميز ... فهل احساسنا بالاختلاف عن بقية الافراد أتى من اضافتنا لأشياء خلاقة و ابتكارية الى هذه المصفوفة الخلقية المعجزة ؟؟ أم اننا اكتفينا بأخذها كما هي .. و نسبنا تفردها الى ذواتنا ؟